الكشفية.. حياة تعاش وليس كلمة تقال!
رغم مرور أكثر من 108 أعوام على تأسيسها، مازالت الحركة الكشفية بالنسبة للبعض غير معروفة، فالكثير من الفتيات والفتيان العرب يجهلون هذه المنظمة العالمية التي تهدف إلى تنمية الشباب وصقل قدراتهم ومواهبهم، وتوجيههم أخلاقياً وفكرياً وثقافياً، فماذا عن هذه الحركة ومؤسسها وتاريخها وأهدافها؟الكشفية هي حركة عالمية شبابية تربوية تطوعية غير سياسية غير دينية، وسميت بهذا الاسم من الكشف، لأن غايتها هي اكتساب القيم، والأخلاق الحميدة، والتربية الصالحة.
في عام 1907 أتت فكرة الكشافة للسير الإنكليزي بادن باول أثناء حصار مافكنج عندما حاصرت عصابات البوير (مهاجرين من أصل هولندي) معسكر الإنجليز، فاستعان بالشباب للقيام بالأعمال العسكرية كالحراسة والطهي ونقل الرسائل، وتمكن من فك الحصار بعد 7 شهور.
ليقوم (باول) خلال الأيام التسعة الأولى من شهر آب (أغسطس) عام 1907 بأول مخيم تجريبي في جزيرة براونسي شارك فيه 20 من الفتيان، وبعد نجاح الفكرة قام بتوسيع الفئة العمرية فضم الأشبال.
في 1908 أنشأ (باول) الأفرع الثلاثة للكشاف (الأشبال، الكشاف، الجوالة)، الأشبال للأطفال (بين عمر 7 و11)، والفتيان (بين عمر 11 و17)، والجوالة لسن 18 وما فوق.
أما العنصر الأنثوي فدخل الحركة عام 1910، إذ بدأت منظمة جديدة للفتيات سُميت “مرشدات”، أنشأتها أخت بادن باول، ومن ثم أنشأت زوجة باول فرقة فتيات، للتحول فيما بعد المنظمة إلى 3 مراحل (زهرات، فتيات، مرشدات).
في عام 2007 الذكرى المئوية لتأسيس الحركة الكشفية، قدّر عدد الكشَّافة بأكثر من 38 مليون عضو في 216 بلد.
مراحل الكشاف
فيما يلي مراحل الكشاف والمرشدات كما يصطلح عليها اليوم وفقاً لـ المنظمة الكشفية العالمية:
- مرحلة البراعم: وهي من سن 3 سنوات إلى 7 سنين.
- مرحلة الأشبال والزهرات: وهي من سن 7 سنين إلى 11 سنة.
- مرحلة الفتيان والفتيات: وهي من سن 11 سنة إلى 14 سنة.
- مرحلة المتقدم والمتقدمات: وهي من سن 14 سنة إلى 17 سنة. (وتسميها بعض المجموعات الكشفية مرحلة مرشحي الجوالة).
- مرحلة الجوال والمرشدات: وهي من سن 17 سنة حتى يجتاز المنهج المقرر عليه.
- مرحلة القيادة: وهي عندما ينتهي الفرد من مرحلة جوال إلى أعلى.
- مرحلة الرواد: وهي من سن 40 سنة؛ وليس لهم علاقة مباشرة بالفرق الكشفية أو الإشراف عليها، فهم في مرحلة الخبرة والتشريف.
الجامبروي العالمي والعربي
الجامبروي (المخيم الكشفي) العالمي الأول، أقيم عام 1920 في إنكلترا، فيما يقام حالياً المخيم الكشفي العالمي الـ23 في اليابان 2015 تحت شعار “روح الوحدة”.
الكشافة بدأت رحلتها العربية عام 1908 وتحديداً من سوريا ولبنان، وانتشرت في جميع الدول العربية، وأقيم أول مخيم كشفي عربي في الزبداني في سوريا عام 1938، وآخر مخيم عربي الـ31 سيقام في الأردن 28 أب (أغسطس) الجاري تحت شعار “سنبقى متحدين”.
العهد الكشفي والقانون
يحث العهد الكشفي الذي يردده الكشاف بعد قبوله في عضوية الفوج أو الفرقة على محبة الوطن والله ومساعدة الآخرين، وهو: أعاهد بشرفي أن أبذل قصارى جهدي في أن أكون مخلصاً لله والوطن، وأن أساعد الناس في كل حين، وأن أعمل بقانون الكشاف.
ويأتي في قانون الكشاف المؤلف من 10 بنود:
- صادق: أن يوثق بشرف الكشاف ويعتمد عليه.
- مخلص: الكشاف مخلص لله ولوطنه ومطيع لأولياء أمره ورؤسائه ومرؤوسيه في الحق دون تردد.
- نافع: واجب الكشاف أن يكون نافعاً وأن يساعد الآخرين.
- ودود: الكشاف صديق للجميع وأخ لكل كشاف آخر.
- مؤدب: الكشاف مؤدب.
- رفيق: الكشاف رفيق بالحيوان “ويحب النبات ويرى في الطبيعة آية الله” (أضافتها الكشافة السورية، ومن بعدها الكشافات العربية).
- مطيع: الكشاف يطيع أوامر والديه وعريف طليعته وقائده.
- باش: الكشاف باش يقابل الصعوبات بصدر رحب.
- مقتصد: الكشاف مقتصد.
- نظيف: الكشاف نظيف في الفكر والقول والفعل والمظهر وكل ما يقوم به.
- شجاع: الكشاف شجاع ومقدام (أضافتها المنظمة الكشفية العربية).
التحية والشارة الكشفية
الشارة الكشفية الدولية هي الزنبقة، والتي اقتبست من زهرة السوسن التي كانت شعاراً لفرنسا، والزنبقة تتألف من ثلاثة أوراق ترمز إلى عهد الكشاف (الإخلاص، المساعدة، الطاعة)، والنجمتان الخماسيتان في الورقتين الجانبيتين ترمزان إلى عيني الكشاف اليقظتين، وشعابها العشر إلى عدد بنود شريعة الكشاف، وشريط تحت الزنبقة كتب عليه عبارة “كن مستعداً”، ويتدلى من الشريط حبل معقود يذكر الكشاف بالعمل الخيري اليومي الصالح، وشعار الكشاف الدولي “كن مستعداً” يعني أنه على الكشاف أن يكون بحالة استعداد دائمة لمواجهة جميع الأحداث التي تواجهه بصدر رحب ورباطة جأش دون أي كلل أو ملل.
أما التحية الكشفية فتذكّر الكشاف أيضاً بمواد العهد الثلاث (الإخلاص، المساعدة، الطاعة) عبر الأصابع الثلاثة المرفوعة، كما ترمز لمقولة .. الكبير يعطف على الصغير والصغير يحترم الكبير ويطيعه عبر الإصبعين المتبقيتين.
التعلم بالممارسة
ما يميّز الحركة الكشفية عن مختلف المنظمات الشبابية الأخرى، أنها تتخذ من التعلم بالممارسة أساساً للعمل، عبر النشاطات العملية في الهواء الطلق، وإقامة المخيمات، فنّ عمل الأخشاب، الألعاب المائية، السفر على الأقدام، التجوال، الألعاب الرياضية، الأهازيج والصيحات والأغاني.
وعن ذلك قال بادن باول مؤسس الحركة: “الكشفية حياة تعاش وليس كلمة تقال.”
لأعضاء الكشاف زي موحد يرتدونه في نشاطاتهم، وذلك بهدف إزالة كلّ الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية، وتحقيق مبدأ المساواة، ويضاف إلى الزي الكشفي وشاح الرقبة (الفولار، المنديل)، إضافة إلى الشارات التي يكتسبها الكشاف من إتقانه للأعمال كأوسمة (المخيّم، المسامر، الحطّاب، المسعف، المغامر، وغيرها).
المنديل الكشفي
يعد المنديل الكشفي أحد أكثر الأشياء أهمية في حياة الكشاف، فيدل حسب لونه وشكله على درجه الكشاف، وأقرت المنظمة الكشفية العالمية يوم 1 آب من كل عام ليكون اليوم العالمي للمنديل الكشفي، حيث يرتدي كل أعضاء الحركة الكشفيّة عالمياً منديلهم الكشفي خلال اليوم، (حتى لو كانوا في العمل أو في السوق)، بهدف نشر الحركة الكشفيّة بشكل أوسع، طبعاً حتى الكشافين القدامى يرتدون أيضاً المنديل حتى يدعموا الأعضاء الحاليين في الحركة الكشفيّة.
الكشفية حياة تعاش وليست كلمة تقال
حاولت في هذا المقال أن أقدّم لمحة عن الحركة الكشفية، ولكن ما يقال ليس كما يعاش، فكلمة مؤسس الحركة: “الكشفية حياة تعاش وليست كلمة تقال”، هي جوهر هذه الحركة التي لا يمكن أن تعرّف أو توضع في قالب ما أو أن تشرح في كلمة أو سطر أو مقال، ورواد الحركة الكشفية دائماً ما يرددون قول: “كشاف يوم كشاف مدى الحياة”، في إشارة للأثر التي تتركه الكشفية على الإنسان، حتى إن كان ذلك الأثر لم يتجاوز اليوم الواحد.
المصدر: Arageek.com